لحظات الانتظار املأها بالاستغفار

قوائم الموقع

كرامات الأولياء

20 مارس، 2016 3011 عدد الزوار

الخطبة الأولى
فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم فيفعلون ما امر به وينتهون عما عنه زجر ويقتدون به فيما بين لهم ان يتبعوه فيه فيؤيدهم بملائكته وروح منه ويقذف الله فى قلوبهم من انواره ولهم الكرامات التى يكرم الله بها اولياءه المتقين وخيار اولياء الله كراماتهم لحجة فى الدين أو لحاجة بالمسلمين كما كانت معجزات نبيهم كذلك وكرامات أولياءالله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله فهى فى الحقيقة تدخل فى معجزات الرسول مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصا فى كفه واتيان الشجر إليه وحنين الجذع إليه واخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس واخباره بما كان وما يكون ومثل هذا كثير قد جمعت نحو ألف معجزة وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا مثل ما كان اسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها امثال السرج وهى الملائكة نزلت لقراءته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين وكان سلمان وابو الدرداء يأكلان فى صحفة فسبحت الصحفة او سبح ما فيها وعباد بن بشر واسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله فى ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما رواه البخارى وغيره وقصة الصديق فى الصحيحين لما ذهب بثلاثة اضياف معه الى بيته وجعل لا يأكل لقمة الا ربى من اسفلها اكثر منها فشبعوا وصارت اكثر مما هى قبل ذلك فنظر اليها ابو بكر وامرأته فاذا هى اكثر مما كانت فرفعها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء اليه اقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا و خبيب بن عدى كان اسيرا عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة و عامر بن فهيرة قتل شهيدا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع وقال عروة فيرون الملائكة رفعته وخرجت ام ايمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فاذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها و سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر الاسد بأنه رسول رسول الله فمشى معه الاسد حتى اوصله مقصده و البراء بن مالك كان إذا اقسم على الله تعالى أبر قسمه وكان القتال إذا اشتد على المسلمين فى الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول يا رب اقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم فيهزم العدو فلما كان يوم القادسية قال اقسمت عليك يا رب لما منحتنا اكتافهم وجعلتنى اول شهيد فمنحوا اكتافهم وقتل البراء شهيدا و خالد بن الوليد حاصر حصنا منيعا فقالوا لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره و سعد بن أبى وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعى قط الا استجيب له وهو الذى هزم جنود كسرى وفتح العراق و عمر بن الخطاب لما أرسل جيشا امر عليهم رجلا يسمى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأل فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدوا فهزمونا فاذا بصائح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله ولما عذبت الزبيرة على الاسلام فى الله فأبت الا الاسلام وذهب بصرها قال المشركون اصاب بصرها اللات والعزى قالت كلا والله فرد الله عليها بصرها ودعا سعيد بن زيد على اروى بنت الحكم فأعمى بصرها لما كذبت عليه فقال اللهم ان كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها فى ارضها فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت والعلاء بن الحضرمى كان عامل رسول الله على البحرين وكان يقول فى دعائه يا عليم يا حليم يا على يا عظيم فيستجاب له ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والاسقاء لما بعدهم فأجيب ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم ودعا الله ان لا يروا جسده اذا مات فلم يجدوه فى اللحد وجرى لأبى مسلم الخولانى مثل ماجرى لأبي العلآء الحضرمي فانه مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهى ترمى بالخشب من مدها ثم التفت الى اصحابه فقال تفقدون من متاعكم شيئا حتى ادعوا الله عز وجل فيه فقال بعضهم فقدت مخلاة فقال اتبعنى فتبعه فوجدها قد تعلقت بشىء فأخذها وطلبه الاسود العنسى لما ادّعى النبوة فقال له أتشهد أنى رسول الله قال ما اسمع قال أتشهد ان محمدا رسول الله قال نعم فأمر بنار فألقى فيها فوجدوه قائما يصلى فيها وقد صارت عليه بردا وسلاما وقدم المدينة بعد موت النبى فأجلسه عمر بينه وبين ابى بكر الصديق رضى الله عنهما وقال الحمد الله الذى لم يمتنى حتى ارى من أمة محمد من فعل به كما فعل بابراهيم خليل الله ووضعت له جارية السم فى طعامه فلم يضره وخببت امرأة عليه زوجته فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت فدعا لها فرد الله عليها بصرها هذه بعض كرامات أولياء الله المتقين أسأل الله أن يدخلنا في زمرتهم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين

أولياء الله : الخطبة الثانية
الحمدلله الذي تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على خير من اصطفى محمد وآله وصحبه ومن تبعه وبه اقتدى أما بعد عباد الله كم يتعجب الواحد حين يسمع عن هذه الكرامات من الله لعباده الصالحين وإن كان الحديث يطيب بذكر شئ آخر عنهم فقد كان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه ألفى درهم فى كمه وما يلقاه سائل فى طريقه الا اعطاه بغير عدد ثم يجىء الى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها ومر بقافلة قد حبسهم الاسد فجاء حتى مس بثيابه الاسد ثم وضع رجله على عنقه وقال إنما انت كلب من كلاب الرحمن وانى استحى ان اخاف شيئا غيره ومرت القافلة ودعا الله تعالى ان يهون عليه الطهور فى الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار ودعا ربه ان يمنع قلبه من الشيطان وهو فى الصلاة فلم يقدر عليه وتغيب الحسن البصرى عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتا و صلة بن أشيم مات فرسه وهو فى الغزو فقال اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه فلما وصل الى بيته قال يا بنى خذ سرج الفرس فانه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس وجاع مرة بالاهواز فدعا الله عز وجل واستطعمه فوقعت خلفه دوخلة رطب فى ثوب حرير فاكل التمر وبقى الثوب عند زوجته زمانا وجاء الاسد وهو يصلى فى غيضة بالليل فلما سلم قال له اطلب الرزق من غير هذا الموضع فولى الاسد وله زئير وكان سعيد بن المسيب فى ايام الحرة يسمع الأذان من قبر رسول الله اوقات الصلوات وكان المسجد قد خلا فلم يبق غيره ورجل من النخع كان له حمار فمات فى الطريق فقال له اصحابه هلم نتوزع متاعك على رحالنا فقال لهم أمهلونى هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه ولما مات أويس القرنى وجدوا فى ثيابه اكفانا لم تكن معه قبل ووجدوا له قبرا محفورا فيه لحد فى صخرة فدفنوه فيه وكفنوه فى تلك الاثواب وكان عمرو بن عقبة بن فرقد يصلى يوما فى شدة الحر فأظلته غمامة وكان السبع يحميه وهو يرعى ركاب اصحابه لأنه كان يشترط على اصحابه فى الغزو انه يخدمهم وكان مطرف بن عبد الله بن الشخير اذا دخل بيته سجت معه آنيته وكان هو وصاحب له يسيران فى ظلمة فأضاء لهما طرف السوط ولما مات الاحنف بن قيس وقعت قلنسوة رجل فى قبره فأهوى ليأخذها فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر وكان إبراهيم التيمى يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئا وخرج يمتار لأهله طعاما فلم يقدر عليه فمر بسهلة حمراء فأخذ منها ثم رجع الى أهله ففتحها فإذا هى حنطة حمراء فكان اذا زرع منها تخرج السنبلة من أصلها الى فرعها حبا متراكبا وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال صوتا حسنا ودمعا غزيرا وطعاما من غير تكلف فكان اذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره وكان يأوى الى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدرى من أين يأتيه وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه ان يطلق له اعضاءه وقت الوضوء فكان وقت الوضوء تطلق له اعضاؤه ثم تعود بعده عباد الله باب الكرامات واسع ومما ينبغى ان يعرف ان الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج اليها الضعيف الايمان او المحتاج أتاه منها ما يقوى ايمانه ويسد حاجته ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنيا عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته ولهذا كانت هذه الامور فى التابعين أكثر منها فى الصحابة بخلاف من يجرى على يديه الخوارق لهدى الخلق ولحاجتهم فهؤلاء اعظم درجة وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية التي سنتحدث عنها الخطبة القادمة بإذن الله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشملنا برحمته ألا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداه تفوزوا وتفلحوا فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين واحم حوزة الدين اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات اللهم اهدنا بهداك وأسعدنا بتقواك ومتعنا بلقياك اللهم استر عيوبنا واكشف كروبنا واقض حاجاتنا ويسر أمورنا واشف مرضانا وعاف مبتلانا وارحم موتانا اللهم إنا نسألك من الخير كله ماعلمنا منه ومالم نعلم ونعوذ بك من الشر كله ماعلمنا منه ومالم نعلم ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين