المقصود بهذا أن يتعلم المرء شيئًا عن أمور الجن والشياطين المتسلطة أنواعهم وصفاتهم وقدراتهم ودياناتهم وضعفهم وتأثرهم بمعنى أن يتلقى هذا ممن له دراية في هذا المجال بالتعامل مع الجن والشياطين ولايخرج من صنفين من الناس 1- معالج شرعي يستطيع أن يفيد غيره بمعلومات خالية من الأمور الغيبية بل أمور مجربة وحالات كثيرة مرت عليه وعلى غيره 2- ساحر أو مستعين بالجن ينقل ماينقله الجن كلمة صادقة تتبعها مائة كاذبة.
فمن أراد أن يتعلم ويتعرف إلى هذا العالم العجيب لابد أولاً أن ينظر في الكتاب والسنة وكلام الأئمة ثم يستزيد من فتاوى أهل العلم و تجارب وخبرات المعالجين الشرعيين من خلال كتبهم أو لقائهم والإتصال بهم
توضيح وبيان
المعالج الشرعي من خلال ممارسته للعلاج يكتسب خبرة ودراية وحنكة في التعامل مع الشياطين حتى أنه بإذن الله يستطيع أن يحدد نوع المرض بحسب مايسمعه من المريض من أعراض كأن تكون أعراض للعين أو السحر أو المس فهناك علامات لهذا ويستطيع تحديد ديانة الجن المتسلط على الجسد بطرق عدة إما عند قراءة القرآن أو ذكر المريض بأن الجن يأمره بدين النصرانية أو اليهودية أو يرى الصلبان ونحو ذلك أو بنطق بعض الجن بأنهم نصارى أو يهود وقد يقول قائل إنهم يكذبون ؟ فأقول نعم ولكن المعالج لسنين طويلة يستطيع التفريق في هذا وخاصة إذا تابعت الحالة العلاج معه وهذا ماسأشرحه في مكانه وهذه فتوى للشيخ ابن جبرين في هذا الأمر
الجواب: معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال، ويراجعه المصابون بالمس والسحر والعين، ويعالج كل مرض بما يناسبه؛ أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع الأمراض النفسية أو أكثرها، وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب، فيعرف المصروع بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده، أو نحو ذلك، ولا تحصل هذه المعرفة لكل القراء، وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله؛ لأنه يبني على الظن الغالب لا على اليقين، والله أعلم .
المصدر:الفتاوى الذهبية الجبرين
ج: وبعد فإن الجني يلابس الإنسي ويسيطر على بدنه، ولا نعرف من أين يدخل ولا كيف يخرج، إلا أنه شوهد أنه يخرج من أصابع اليد فينغمس الأصبع في الأرض ويخرج من بدن الممسوس، ويمكن أنه يخرج من الجنب أو الظهر أو البطن كما دخل من أحدها، والظاهر أنه لا يعطل العضو الذي دخل منه أو خرج، فلا يتضرر الأصبع ولا اليد ولا الرجل، فأما العين والأذن فلا نعلم كيف يدخل منها أو كيف يخرج، وإذا قدر في دخوله من العين ونحوها فإنه كذلك يخرج دون أن يحصل تغير في السمع أو البصر، ويراجع في ذلك أهل الرقية والعلاج لهذه الأمور. الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية
المصدر: الفتاوى الذهبية للجبرين
من يعرف الجني مؤمن أو كافر
وقال أبو القاسم سمعت محمد بن الحسين سمعت محمد بن علي الحافظ سمعت ابا معاذ القزويني سمعت أبا علي الدلال سمعت أبا عبد الله بن قهرمان سمعت إبراهيم الخواص يقول انتهيت إلى رجل وقد صرعه الشيطان فجعلت أؤذن في أذنه فناداني الشيطان من جوفه دعني أقتله فإنه يقول القرآن مخلوق قلت هذه الحكاية موافقة لأصول السنة وقد ذكروا نحوها حكايات واعترض في ذلك الغزالي وغيره بأن هذا الاستدلال بكلام الشياطين في أصول الدين وذكر عن الإمام أحمد في ذلك حكاية باطلة ذكرها في المنخول فقال رب رجل يعتقد الشئ دليلا وليس بدليل كما يذكر وجواب هذا أن الجن فيهم المؤمن والكافر كما دل على ذلك القرآن ويعرف ذلك بحال المصروع ويعرف بأسباب قد يقضي بها أهل المعرفة فإذا عرف ان الجني من أهل الإيمان كان هذا مثل ما قصه الله في القرآن من إيمان الجن بالقرآن وكما في السيرة من أخبار الهواتف وإبراهيم الخواص من أكبر الرجال الذين لهم خوارق فله علمه بأن هذا الجني من المؤمنين لما ذكر هذه الحكاية على سبيل الذم لمن يقول بخلق القرآن . ابن تيمية الإستقامة ج1 ص197
الرجوع إلى : عن المس