229 ساحرا ومشعوذا مارسوا وعلى مدى فترة من الزمن شتى انواع الدجل والشعوذة على ضحاياهم وابرزهم من المرضى الحالمين بالعلاج والطامعين في الثراء السريع في أطهر بقاع الارض بمكة المكرمة والمدينة المنورة قبل ان يتم القبض عليهم من قبل الاجهزة الامنية المختصة.ففي مكة المكرمة سقط 169 مشعوذا خلال الحملات الامنية التي نفذتها الاجهزة الامنية بالعاصمة المقدسة خلال عام واحد.
العقيد محمد المنشاوي قائد الامن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة قال لـ«عكاظ» ان جهازه نفذ 128 حملة امنية خلال عام واحد استهدفت القبض على السحرة والمشعوذين واسفرت هذه الحملات عن سقوط 169 ساحرا جميعهم من المتخلفين والمخالفين الاجانب من عدد من الجنسيات.واضاف ان السحرة وباعة الوهم ينشطون بشكل واضح في الايام الاخيرة من شهر ذي الحجة حيث يحرص هؤلاء السحرة على جمع اكبر مبلغ مالي ومن ثم يهربون ويختفون عن انظار الذين انخدعوا بأعمالهم وممارساتهم الوهمية.وعن الاماكن التي يتكاثر فيها هؤلاء السحرة قال: كونهم من الافارقة فان شارع المنصور بأحيائه الضيقة ودهاليزه الوعرة اصبح مكانا جاذبا لهؤلاء يمارسون فيه خديعة البسطاء وبيع الوهم عليهم.واعتبر العقيد المنشاوي ان ضعف الوازع الديني لدى بعض المواطنين والمقيمين دفعهم للارتماء في احضان السحرة والمشعوذين، كما ان بعض السحرة يدعون اشفاء الناس من الامراض المستعصية ولذا يذهب اليهم المرضى لأن الغريق يتعلق بقشة وهذا ايضا من ضعف الايمان وضعف الوازع الديني، أما القسم الآخر من هؤلاء فهم طالبو الثراء السريع والترقيات في عملهم ولهذا يلجأون الى السحرة ويبيعون ما يملكون من اجل تحقيق الحلم المستحيل تحقيقه عن طريق هؤلاء المشعوذين.
ويمارس هؤلاء السحرة حيلا عدة حيث لا يمكن ان يمارسوا عملهم في مكان واحد والبعض الاخر منهم يختبئ في قمم الجبال ولهم طرقهم وحيلهم وأذنابهم المجهولون الذين يقودون الضحايا الى أوكارهم البعض منهم يعالج قضايا العقم ونقص الفحولة والبعض الآخر يدعي معالجة عقوق الوالدين والابناء وكلها خدع غير واقعية. واضاف من أغرب القصص التي واجهتنا ونحن ننفذ حملات الدهم تعمد مشعوذ سحر عيون الناس حتى اننا شاهدنا داخل وكره اعدادا كبيرة من القطط والكلاب المتوحشة وهي تجوب فناء المنزل. وبين العقيد المنشاوي ان الشيخ محمد الاجهوري الذي كان يرافق حملات الدهم كان يتلو عليهم القرآن الكريم ونحن نشاهد اختفاء هذه القطط والكلاب التي لم تكن في الحقيقة سوى شياطين تتحرك لاخافة الناس والتمويه عليهم حتى اختفت بالكامل تماما وعندها تم القبض على هذا الساحر الذي اعترف بجرمه المشهود. ومن القصص الأخرى قيام ساحر افريقي بايهام ضحاياه بنعجة سوداء كان يضعها داخل وكره يشاهدها الناس ويتبركون بها ويضعون لها مبالغ مالية لكي يتم تأمين غذاء لها فيما أوهم ساحر آخر ضحاياه بانه قادر على تحويل مبلغ 50 الف ريال الى مليار من خلال خدعات بصرية وغسيل أموال وكلها ممارسات خاطئة. وبين قائد الأمن الوقائي ان من أعجب القصص التي قالها احد السحرة انه مارس عمله من أجل أكل لقمة العيش وانه وجد الكثير من السذج الذين انخدعوا بأعماله حتى انه قال وهو يعيش حالة هستيريا من الضحك لو كانوا يعون الحقيقة لعرفوا انني لم استطع مساعدة نفسي فكيف لي ان اساعدهم واحقق لهم مطالبهم.
واختتم العقيد المنشاوي تصريحه بان هؤلاء السحرة يتم تسليمهم لاقسام الشرطة الفرعية وعلى ضوء ذلك يتم اعداد محضر تحقيق ويحالون لهيئة التحقيق والادعاء العام ومن ثم يقدمون للقضاء العادل لمحاكمتهم التي تصل في حدها الأعلى الى القتل حسب القرائن والاعترافات المتوافرة عن كل ساحر مضيفا ان بعض السحرة ينكرون هذا العمل بمجرد وصولهم للقضاء الشرعي،
يبكي المواطن (س.ز) حسرة على نفسه وهو يتذكر كيف ارتمى في أحضان ساحر وسلمه كل ما يملك بعد ان باع حتى مجوهرات زوجته وفي كل مرة يقصد فيها الساحر يوهمه عبثا ان أزمته مع الفقر ستنتهي وان ملايين الريالات ستنهال عليه في قادم الأيام وفجأة وقبل ان يحل الموعد المنتظر لتحويل المواطن الى ثري اختفى الساحر واختفت معه احلام الثروة والجاه.
فيما يتذكر (ص.ع) قصة العشرة الاف ريال التي استدانها لكي يقدمها لساحر حتى يتم ترسيمه وشرح انه كان يعمل في احدى البلديات الفرعية على وظيفة بند الأجور وذهب الى أحد السحرة لكي يعطيه عملا يتم به ترسيمه على الوظيفة. واضاف وهو غارق في الضحك اخذ الساحر المبلغ منذ تسعة أشهر وحتى الساعة لم احصل على الوظيفة ولا اعرف اين اختفى هذا النصاب الذي خدعني وخدع البسطاء من أمثالي.
وفي المدينة المنورة سقط نحو ستين ساحرا على مدى عام ونصف من خلال الحملات التي نفذتها الاجهزة الامنية بالتعاون مع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. واللافت ان البعض منهم كان يتخذ من الشقق السكنية الفاخرة مكانا لاستقطاب ضحاياه والايقاع بهم في شراكه.. وغالبيتهم من متخلفي الحج والعمرة. اما غالبية السحرة فقد قصدوا الاحياء النائية مثل السيح والدويمة ووعيرة والتي يسكنها عدد كبير من الوافدين.
ومن العلامات الفارقة انهم كانوا يفضلون التعامل مع النساء فقط حتى لا يفتضح امرهم وهو ما دفع القائمين على حملات الملاحقة للاستعانة بعناصر نسائية للايقاع بهؤلاء الدجالين والمشعوذين.
الرجوع إلى : أخبار وأحداث