إن أصل هذه الكلمة بالإنجليزية مشتق من كلمة إغريقية تعني: (حالة من الشعور بالهزيمة أو تعرض لهجوم). وقد كان الاعتقاد السائد لدى الناس بأن النوبة تنشأ عن الجن وعرف الصرع على أنه مرض مقدس وتلك هي خلفية الأساطير والخرافات والمخاوف التي أحاطت بالصرع وهي أساطير تشكل وتلون مواقف الناس وتجعل تحقيق الهدف المتمثل بحياة عادية أكثر صعوبة للفرد الذي يعاني من الصرع.
إن كلمة صرع لا تعني شيئا آخر سوى القابلية للتعرض لنوبات تشنّج متكرّرة
الصرع ليس مرضا وإنما هو علامة لاختلال عصبي داخلي
الدماغ عبارة عن عضو بالغ التعقيد وشديد الحساسية فهو يوجه ويتحكم وينظم جميع أعمالنا، ويتحكم الدماغ بحركاتنا وأحاسيسنا وأفكارنا وعواطفنا. ويعتبر الدماغ مقر الذاكرة وهو الذي يقوم بتنظيم الأعمال الداخلية اللاإرادية في الجسم كوظائف القلب والرئتين. وتعمل خلايا الدماغ معا وتتصل ببعض من خلال إشارات كهربائية. وفي بعض الأحيان يكون هناك تفريغ كهربائي غير عادي في مجموعة من الخلايا وتكون نتيجة ذلك حدوث النوبة. ويتوقف نوع النوبة على جزء الدماغ الذي حصل فيه التفريغ الكهربائي، الجزئي غير العادي.
قبل بدء النوبة يشعر بعض الأشخاص بإحساس تحذيري يسمى “النسمة”. قد تحدُث النسمة قبل حدوث النوبة بوقتٍ كافي للشخص المُصاب يساعده على تجنّب حدوث إصابات أثناء التشنّج. يختلف نوع النسمة من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يشعرون بتغيير في درجة حرارة أجسامهم وبعض الأشخاص يحسّون بالتوتر والقلق، وفي بعض الحالات فإن النسمة الصرعية تكون بيَّنة للشخص على شكل صوت أو طعم غريب أو رائحة. وفي حالة تمكّن الشخص من إعطاء وصف جيد للطبيب بشأن هذه النسمة، فإن ذلك قد يكون بمثابة طرف الخيط الذي يوصله إلى تحديد ذلك الجزء من الدماغ الذي تبدأ منه عملية التفريغ، وقد تحدث النسمة ولا تتبعها النوبة. وفي بعض الحالات يمكن أن تشكل النسمة بحد ذاتها نوعاً من النوبات الجزئية البسيطة.
إن الصرع من أقدم اضطرابات الدماغ التي عرفها الإنسان. فقد ورد ذكر الصرع قبل أكثر من 2000 عام من مجيء المسيح عليه السلام، وهنالك إشارات لذلك في النصوص الإغريقية القديمة وفي الإنجيل. ولم تكن هناك دراسات جادة إلا في أواسط فترة الـ 1800م فقد كان السير تشارلز لوكوك أول من أوجد المسكنات التي ساعدت على التحكم بالنوبات في عام 1857م. وفي عام 1870م قام جون هقلنقز جاكسون بتحديد الطبقة الخارجية للدماغ، أي القشرة الخارجية للدماغ وعرّفها بأنها ذلك الجزء المعني بالصرع. وأوضح هانز برجز في عام 1929م بأن هناك إمكانية لتسجيل نبضات الدماغ البشري الكهربائية
الرجوع إلى : عن الصرع